«إيمان لمن لا أمانة له» .
وإذا أردت أن تعرف إيمان العبد ودينه، فانظر حاله هل يرعى الأمانات كلها مالية، أو قولية، أو أمانات الحقوق؟ وهل يرعى الحقوق والعهود والعقود التي بينه وبين الله، والتي بينه وبين العباد؟ .
فإن كان كذلك، فهو صاحب دين وإيمان. وإن لم يكن كذلك نقص من دينه وإيمانه، بمقدار ما انتقص من ذلك.
وختمها بالمحافظة على الصلوات - على حدودها، وحقوقها، وأوقاتها - لأن المحافظة على ذلك بمنزلة الماء الذي يجري على بستان الإيمان، فيسقيه وينميه ويؤتي أكله كل حين.
وشجرة الإيمان - كما تقدم - محتاجة إلى تعاهدها كل وقت بالسقي - وهو: المحافظة على أعمال اليوم والليلة من الطاعات والعبادات - وإلى إزالة ما يضرها من الصخور والنوابت الغريبة الضارة؛ وهو العفة عن المحرمات قولا وفعلا. فمتى تمت هذه الأمور حي هذا البستان وزها، وأخرج الثمار المتنوعة.
10- ومن دواعي الإيمان وأسبابه: الدعوة إلى الله وإلى دينه، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والدعوة إلى أصل الدين، والدعوة إلى التزام شرائعه بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
وبذلك يكمل العبد بنفسه، ويكمل غيره. كما أقسم تعالى بالعصر أن جنس الإنسان لفي خسر، إلا من اتصف بصفات أربع: الإيمان والعمل الصالح اللذين بهما تكميل النفس، والتواصي بالحق - الذي هو العلم النافع والعمل الصالح والدين الحق - وبالصبر على ذلك كله؛ يكمل غيره.