قوله تعالى ' وما كان الله ليضيع إيمانكم '

الآية. وذلك أن صلاتهم إلى بيت المقدس في ذلك الوقت، التزام منهم لطاعة الله ورسوله، وذلك هو الإيمان.

وهذه الآية فيها بشارة كبرى [وهي] : أن الله لا يضيع إيمان المؤمنين، قل ذلك الإيمان، أو كثر. كما ورد في الصحيح: «أن الله يخرج من النار من في قلبه أدنى مثقال حبة خردل من إيمان» .

وبشارة لكل من عمل عملا قصده طاعة الله ورسوله، وهو متأول أو مخطئ، أو نسخ ذلك العمل، فإنه إنما عمل ذلك العمل إيمانا بالله، وقصدا لطاعته، ولكنه تأول تأويلا أخطأ فيه، أو أخطأ بلا تأويل، فخطؤه معفو عنه، وأجر القصد والتوجه إلى الله وإلى طاعته، لا يضيعه الله.

ولهذا قال الله عن المؤمنين: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [سورة البقرة: 286] قال الله على لسان نبيه: (قد فعلت) .

وفي الحديث الصحيح: «إذا اجتهد الحاكم فحكم، فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد، فأخطأ فله أجر واحد، وخطؤه مغفور له» .

وكذلك من نوى عملا صالحا، وحرص على فعله، ومنعه مانع - من مرض، أو سفر أو عجز أو غيرها - كتب له ما نواه من ذلك العمل، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم - من حديث أبي موسى مرفوعا -: «من مرض أو سافر كتب له ما»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015