حديث ' من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان '

فالحب والبغض في القلب والباطن والعطاء والمنع في الظاهر. واشترط فيها كلها الإخلاص الذي هو روح الإيمان ولبه وسره.

فالحب في الله أن يحب الله، ويحب ما يحبه من الأعمال والأوقات والأزمان والأحوال ويحب من يحبه من أنبيائه وأتباعهم.

والبغض في الله أن يبغض كل ما أبغضه [الله] من كفر وفسوق وعصيان ويبغض من يتصف بها، أو يدعو إليها.

والعطاء يشمل عطاء العبد من نفسه كل ما أمر به مثل قوله تعالى:

{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [سورة الليل: 5 - 7] .

وهذا يشمل جميع ما أمر به العبد، لا يختص بالعطاء المالي، بل هو جزء من العطاء. وكذلك مقابله المنع.

وبهذه الأمور الأربعة، يتم للعبد إيمانه ودينه.

وكذلك ما رواه الترمذي والنسائي - من حديث أبي هريرة مرفوعا «المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم» يدل: على أن الإيمان الصحيح يحمل صاحبه على رعاية الأمانة، وينهاه عن الخيانة حتى يطمئن إليه الناس، ويأمنوه على أنفس الأشياء عندهم، وهي الدماء، والأموال.

وهذه النصوص كلها تبين معنى الإيمان وحقيقته، وأنه - كما قال الحسن وغيره: " ليس الإيمان بالتمني والتحلي، ولكنه ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال ".

فالأعمال الظاهرة والباطنة تصدق الإيمان، وبها يتحقق. كما قال تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015