قَالَ: ويدل على صحة ما قلناه زيادة عبد الله بن قارظ بعد قوله: "إلا المسجد الحرام": "فإني آخر الأنبياء، ومسجدي آخر المساجد" (?) فربطُ الكلام بفاء التعليل مشعر بأن مسجده إنما فضل على المساجد كلها؛ لأنه متأخر عنها، ومنسوب إلى نبي متأخر عن الأنبياء في الزمان، فتدبره (?).
وقال عياض: أجمعوا على أن موضع قبره - صلى الله عليه وسلم - أفضل بقاع الأرض (?).
ومن دلائل تفضيل مكة: حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول -وهو واقف على راحلته بمكة-: "والله إنك لخير بلاد الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت". رواه النسائي والترمذي وقال: حسن صحيح (?).
وعن عبد الله بن الزبير قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي" حديث حسن رواه أحمد بن حنبل في "مسنده"، والبيهقي وغيرهما بإسناد حسن (?).