وسلف في باب بدء الخلق"فيقرها في أذن وليه كما تقر القارورة" (?)، والمعنى فيه: أن الشياطين تقر الكلمة في أذن الكاهن كما يقر الشيء في القارورة، وهذا على الاتساع كقوله تعالى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [سبأ: 33]؛ لأن القارورة لا تقر وإنما يقر فيها، كما لا يكون المكر مع الليل والنهار، وإنما يكون فيهما، قال صاحب "الأفعال": يقال قررت الماء في السقاء صببته فيه وأقررته، وقَرَرْتُ الخبرَ في أذنه أَقُره قَرًّا: أودعته فيها (?)، وعن أبي زيد: أقِره بكسر القاف، وقال الأصمعي: يقال: قر ذلك في أذنه يقرقر إذا صار في أذنه، فالمعنى: أنه يقر الكلمة في أذن الكاهن من غير صوت، وفي حديث القرقرة أيضًا أنه يضعها بصوت.

فدل اختلاف لفظ الحديثين أنه مرة يضعها في أذن الكاهن بصوت، ومرة بغير صوت.

فصل:

وقوله: ("سيماهم التحليق أو التسبيد") شك المحدث في أي اللفظين قال - عليه السلام -، ومعناه متقارب.

قال صاحب "العين": سبَّد رأسه: استأصل شعره، والتسبيد: أن ينبت الشعر بعد أيام (?).

وعند الهروي: هو الحلق، ويقال: هو ترك الدهن وغسل اليد (?)، والتسميد بالميم مثله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015