(إليهم) (?) ووعظهم وذكرهم، فرجع منهم أربعة آلاف، وأصر ثمانية آلاف، ولم يبلغنا أنه - عليه السلام - لم يقبل توبة من تاب، نعم روى أبو الشيخ من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا: "المكذبون بالقدر يقتلوا ولا يستتابوا" (?)، وقد كفروا عليًّا، وقد قبل استتابتهم ما أجابه (?)، والمحرقون قوم آخرون. كما سلف في كتاب المرتدين.

فصل:

وأما دخول حديث الكهان فإنما ذكره في هذا الباب؛ لقوله - عليه السلام - فيهم: "ليسوا بشيء"، وإن كان في كلامهم كلمة من الحق فإنهم يفسدون تلك الكلمة من الصدق بمائة كذبة أو أكثر، فلم ينتفعوا بتلك الكلمة من الصدق؛ لغلبة الكذب عليهم كما لم ينتفع المنافق بقراءته؛ لفساد عقد قلبه.

فصل:

وقوله: ("فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة") أي: يصبها في أذنه بصوت شبيه بقرقرة الدجاجة، قال الأصمعي: قرقر البعير إذا صَوَّت ورَجَّع، وقد روي بالزاي بدل الدال، وكلاهما صواب، ويدل على صحة الثانية رواية من روى كما تقر القارورة؛ لأن القرقرة قد تكون في الزجاجة عند وضع الأشياء فيها كما تقرقر الدجاجة أيضًا كما تكون (القراقر) (?) أيضًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015