وقال لِي خَلِيفَةُ: ثَنَا مُعْتَمِرٌ قال: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَمَّا قَضَي اللهُ الخَلْقَ كَتَبَ كتَابًا عِنْدَهُ: غَلَبَتْ -أَوْ قَالَ: سَبَقَتْ- رَحْمَتِي غَضَبِي. فَهْوَ عِنْدهُ فَوْقَ العَرْشِ".
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مُعْتَمِرٌ، قال سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ثَنَا قَتادَةُ، أَنَّ أَبَا رَافِح حَدَّثَ أَنَّهُ سمع أبا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "إنِّ اللهَ كَتَبَ كتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إِنَّ رَحْمتي سَبَقَتْ غَضَبِي. فَهْوَ مَكْتُوبٌ عِنْدةُ فَوْقَ العَرْشِ".
الشرح:
قوله: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21)} [البروج: 21] أي: كريم على الله، وقرأ محمد البناني بخفض {مَجِيدٌ} أي: قرآن رب مجيد، وقيل: معنى {مَجِيدٌ}: أحكمت آياته وبينت وفصلت.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: خلق الله اللوح المحفوظ من درة بيضاء، دفتاه ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، ينظر الله (إليه) (?) كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة يحيى في كل نظرة ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء في لوح محفوظ وهو أم الكتاب عند الله (?).
وقرأ نافع (محفوظ) بالرفع على أنه نعت لقرآن، المعنى: بل هو قرآن مجيد محفوظ، وقرأه غيره بالخفض بعد اللوح.
وقوله: {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)} [الطور: 1 - 2] قيل: الطور جبل بالشام.