بالياء (?) و"طيبها" (بضم الياء، وكسر الباء) (?)، وكذا فسره الجوهري (?)، وقد سلف كل ذلك وأعدناه لبعده.
فصل:
وأما قول ابن عباس - رضي الله عنهما -: (شهدت العيد ولولا مكاني من الصغر ما شهدته) (?) فمعناه: أن صغير أهل المدينة وكبيرهم ونساءهم وخدمهم ضبطوا العلم والسنن معاينة منهم في مواطن العمل من شارعها المبين عن الله، وليس لغيرهم هذِه المنزلة.
وأما إتيانه - عليه السلام - قباء، فمعناه معاينته ماشيًا وراكبًا في قصد مسجد قباء وهو معلم من معالم الفضل ومشهد من مشاهده، وليس ذلك لغير المدينة فكان يعم أهل المدينة ومن حولها بالوصول إليهم لينالوا بركته.
فصل:
وأما حديث عائشة - رضي الله عنها - وأمرها أن تدفن مع صواحبها كراهة أن تُزَكَّى بالدفن في بيتها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه؛ لئلا يظن أحد أنها أفضل الصحابة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، ألا تسمع قول مالك للرشيد حين سأله عن منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته، فقال له: منزلتهما منه في حياته؛ كمنزلتهما منه بعد مماته. فزكاهما بالقرب منه في البقعة المباركة التي خلق الله منها خير البرية