وقوله: ("أنا فرطكم") هو بفتح الراء، أي: أتقدمكم، وهو من يتقدم الوارد، فيهيء لهم الإرشاء والدلاء، وعدد الحياض، ويسقي لهم، وهو فعل بمعنى فاعل، كتبع بمعنى تابع؛ يقال: رجل فرط، ومنه الدعاء للطفل الميت: اجعله (لنا) (?) فرطًا. أي: أجرًا يتقدمنا حتى نرد عليه.
وقوله: ("أهويت لأتناولهم") أي: أومأت.
وقوله: ("اختلجوا"). يقال: خلجه واختلجه إذا جذبه وانتزعه،
قال صاحب "العين": خلت الشيء واختلجته: جذبته (?).
ومعنى ("لم يظمأ") لم يعطش، وسحقًا: بعدًا.
و ("السحيق") البعيد، ومنه قوله تعالى: {فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 11] ومعنى ذلك: الدعاء على من غيَّر وبدل، كقوله: أبعده الله.
قال الداودي: وليس هذا بما يحتم به للمختلجين بدخول النار؛ لأنه قد يحتمل أن يختلجوا وقتًا فيلحقهم من هول ذلك (اليوم) (?) وشدته ما شاء الله، ثم يتلاقاهم الله بما شاء من رحمته، ولا يدل قوله: "سحقًا سحقًا" أنه لا يشفع لهم بعد؛ لأن الله سبحانه وتعالي قد يلقي لهم ذلك في قلبه وقتًا ليعاقبهم بما شاء إلى وقت يشاء، ثم يعطف قلبه عليهم؛ فيشفع لهم.
وقد جاء في الحديث: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" (?). قلت: