(شعب) (?) دنياهم؛ وليعرف الناس ما يعرض لهم في يومهم ذلك فيستبشرون بالخير، ويحذرون موارد الشر، ويتأهبون لورود الأسباب السماوية عليهم، فربما كانت الرؤيا تحذيرًا عن معصية لا تقع إن حذرت، وربما كانت إنذارًا بما لا بد من وقوعه، فهذِه كلها فوائد، وربما كانت البشرى بالخير سببًا لسامعها إلى الازدياد منه، وقويت فيه نيته، وانشرحت له نفسه، وتسبب إليه.
فصل في غريبه وضبط ألفاظه:
قوله فيه: ("أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني"). أي: أرسلاني. قال الجوهري: بعثته وابتعثته بمعنى أي: أرسلته (?).
ومعنى "يثلغ رأسه": يشدخه. ثلاثي، والمثلغ من الرطب والتمر ما أسقطه المطر، وقيل: الثلغ ضربك الرطب باليابس حتى ينشدخ، وقيل: إنه كسر الشيء الأجوف، يقال: شدخت رأسه فانشدخ.
وقوله: ("يُهوي بالصخرة") هو بضم الياء من يُهوي رباعيًّا من قولهم: أهويت له بالسيف، أي: تناولته.
وقوله: ("فتدهده الحجر") أي: تدحرج، فنزول الشيء تدهدهه من أعلاه إلى أسفل. قال الخطابي: دهدأة الشيء دحرجته، وتدهدأ تدحرج (?).
وفي "الصحاح": دهدهت الحجر فتدهده، أي: دحرجته فتدحرج، قال: وقد تبدل من الهاء ياء، فيقال: تدهدى الحجر وغيره تدهديًا،