ثم ساق البخاري حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: "مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ".
وقد سلف في موضعه، وأن المراد ببيته: بيت عائشة الذي فيه قبره، أو معنى بيته: قبره. وسلف معناه أيضًا، واحتج به من فضل المدينة على مكة، وأنه خص ذَلِكَ الموضع منها لفضله على بقيتها فسواها أولى، وخولف.
وحديث جندب: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ".
وقد سلف معناه أول الباب.
وحديث عُقْبَةَ بن عامر أنه - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى المَيِّتِ، ثُمَّ أنْصَرَفَ إلى المِنْبَرِ فَقَالَ: "إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ" الحديث.
معناه: دعاء لهم، وكان ذَلِكَ بعد موتهم بثمانية أعوام. وقيل: صلى صلاة الموتى، وهو ظاهر الحديث.
وقوله فيه: ("وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن") يحذرهم أن يأتوا بما يوجب طردهم عنه.
وقوله: ("فإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض") أو "مفاتيح الأرض" أي: كنوزها، وأصله من: خزن الشيء فأسره، ويقال للسر من الحديث: مختزن.
وحديث حَارِثَةَ بْنَ وَهْبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَذَكَرَ الحَوْضَ فَقَالَ كما قال: "كَمَا بَيْنَ اَلمَدِينَةِ وَصَنْعَاءَ".
وَزَادَ ابن أَبِي عَدِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ، سَمِعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَوْلَهُ: حَوْضُهُ مَا بَيْنَ صَثْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ. فَقَالَ لَهُ