كالسلام (?).
وقال أهل الظاهر: هو واجب متعين على كل من سمع حمد العاطس. واحتجوا بهذا الحديث، وذكر الداودي عن مالك: أن كل من سمعه يشمته، والذي في "المعونة" (?): ينبغي ذَلِكَ، وهو دال على أنه أَمر إِرْشَادٍ وَنَدْبٍ.
فصل:
"فإذا قال: يرحمك الله. فليقل: يهديكم الله، ويصلح بالكم" واختلف في اختيار قول العاطس عند عطاسه، وفيما يقوله له المشمت، وفيما يرد به العاطس: فمذهب ابن عباس وابن مسعود والنخعي ومالك: الحمد لله؛ على ما في هذا الحديث. وروي عن ابن عمر (?) وأبي هريرة (?): الحمد لله على كل حال. وقال ابن عمر: هكذا علَّمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وروي عن أم سلمة: عطس رجل في جانب بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: الحمد لله. ثم عطس آخر، فقال: الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيراً طيبًا مباركًا فيه. فقال - عليه السلام -: "ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة" وقيل: هو بالخيار في ذَلِكَ كله.
قال الداودي: قيل: إن العاطس إذا قال: الحمد لله فقط، قالت الملائكة: رب العالمين، وإن زاد: رب العالمين شمتته. وصوب الطبري التخيير في ذَلِكَ كله، وفعله السلف الصالحون فلم ينكر بعضهم من ذَلِكَ شيئًا على بعض.