أخي أسد بن ربيعة، والثاني: ابن قيس بن ثعلبة. قال الأصمعي: معنى قوله: مرحبًا لقيت رحبًا وسعة. وقال الفراء: هو منصوب على المصدر وفيه معنى الدعاء. والرحب: السعة، وتقول العرب: مرحبًا وأهلًا وسهلًا. أي: لقيت أهلًا كأهلك، ولقيت سهلًا أي: سهلت عليك أمورك.
فصل:
قوله: ("غير خزايا") أي: غير مخزيين ولا أذلاء بل مكرمين مرتضين. "ولا ندامى" غير نادمين بل مغتبطين فرحين بما أنعم الله عليهم من الإسلام وتصديق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونصرته ودعاء قومهم إلى دينه.
وخزايا: جمع خزيان، كحيارى: جمع حيران، وندامى، ومراده جمع الواحد الذي هو نادم، ولكنه جاء هنا على غير قياس اتباعا لخزايا؛ لأن فاعلًا لا تجمع على فعالى كقولهم: إني لآتيه بالغدايا والعشايا. قالوا: غدايا لما ضُمِّت إلى العشايا.
وفي الحديث: "ارجعن مأزورات غير مأجورات" (?) والأصل: موزورات وإنما يجمع على ندامى الندمان الذي هو النديم، وقال القزاز في "جامعه": يقال في النادم: ندمان، فعلى هذا يكون جاريًا على الأصل لا على الاتباع. وقال ابن السكيت: خزى يخزى خزيًا: إذا وقع في بلية. وقيل: معنى مستحيين، يقال: خزي خزاية إذا استحيا (?)، وقال الداودي: هو جمع مَخْزى.