القول الثاني: سميت بدرا؛ لاستدارتها كالبدر، وقيل: لصفائها، ورؤية البدر فيها، قال البكري: هي على ثمانية وعشرين فرسخا من المدينة، ومنها إلى الجار ستة عشر ميلا، وبه عينان جاريتان عليهما الموز والنخل والعنب (?).
وقال صاحب "الإكليل": بدر موضع بأرض العرب يقال لها: الأثيل بقرب ينبع والصفراء والجار والجحفة، وهو موسم من مواسم العرب ومجمع من مجامعهم في الجاهلية، وبها قليب وآبار ومياه تستعذب، وعن الزهري: كان بدر متجرا يؤتى في كل عام.
ثم الكلام على ما أورده البخاري من وجوه:
أحدها: في معاني الآثار التي ذكرها:
معنى {وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ}: قليلو العدد، كما ستعلمه في باب عدتهم. (منزِلين) أي: النصر.
{فَوْرِهِمْ}: وجههم أو غضبهم أو قيل السكون.
(مسومين) معلمين من السومة أو: مرسلين. قال الداودي: السومة المعلمة للقتال، قال عروة: كانت الملائكة يومئذ على خيل بلق، وعمائمهم صفر (?)، وقال ابن (?) إسحاق: عمائمهم بيض، وقال الحسن: علموا على أذناب خيلهم ونواصيهم بصوف أبيض (?)، وقال عكرمة: عليهم سيما القتال، وقال مجاهد: الصوف في أذناب