وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله -جل وعز- اختار من العرب هذا الحي من مضر" (?)، وسمع - صلى الله عليه وسلم - قائلًا يقول:
إنّي امْرُؤ حِمْيَرِي حينَ تَنْسُبُنِي ... من رَبِيعَة أجدادي وَلَا مُضَر
فقال: "ذلك أبعد لك من الله ورسوله" (?).
وعند ابن الأثير: "صار أصعر لخدك وأصغر لجدك". ومن حديث عمرو بن عبيد، عن الحسن عند الزبير مرفوعًا: "لا تسبوا مضر فإنه قد أسلم".
فصل: في اشتقاقه:
قال ابن الأنباري: مضر يجوز أن يكون اشتقاقه من قولهم: ذهب دم فلان خضرًا مضرًا أي باطلاً، وعند القزاز: هو إتباع، وعند الرشاطي عن إسماعيل بن القاسم قولهم: خضرًا مضرًا هو بمعنى نضرًا، أبدلوا النون بميم لقرب المخرج.
قال محمد بن عبد الرزاق: أما أنا فلا أراه إلا من البياض إلا أن دمه ذهب خضرًا يعني ناعمًا أي: نعم فيه أصحابه فلم يكدر عليهم، مضرًا أي: أبيض، لم يقتل فيه أحد فيحمر دمه.