ووحي الله تعالى إلى هذِه بالقرب وإلى هذِه بالبعد من لطفه به وعنايته.
وفيه: أن الذنوب وإن عظمت تصغُر عند عفو الله، وهو حديث عظيم لرجاء أصحاب العظائم.
الحديث السادس:
حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "بَيْنَما رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إذْ رَكبَهَا فَضَرَبَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لهذا .. " الحديث. ثم ساقه من طريق آخر إليه. وقد سلف في المزارعة (?).
وفيه: أن الله لا يعذب عباده إلا بعد الإعذار إليهم.
الحديث السابع:
حديث أبي هريرة أيضًا في الذي اشترى العقار فوجد فيه جرة فيها ذهب وتنازعا فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الذِي تَحَاكمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ. وَقَالَ الآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ. قَالَ: أنكح الغُلَامَ الجَارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ، وَتَصَدَّقَا.
وأخرجه مسلم في القضاء (?).
الشرح:
العقار أصل المال. وقيل: المنزل، وقيل: الضياع. وعليه اقتصر ابن التين فقال: العقار ضيعة الرجل. وعبارة القرطبي: أنه أصل المال من الأرض وما يتصل بها، وعقر الشيء: أصله، ومنه عقر الأرض بفتح العين وضمها (?). والجرة من الفخار ما يصنع من المدر.