ثم الكلام عليه من وجوه:

أحدها:

الشراب هنا يدخل فيه كل المائعات قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ} [النحل: 69] والجناح حقيقة للطائر، ويقال للآدمي استعارة؛ قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: 24].

ثانيها:

قوله: ("وفي الآخَر شِفَاءً"). كذا هو ثابت في النسخ بإعادة حرف الجر، وجاء في رواية حذفها، وهو قال على من يجوز العطف على عاملين، وهو رأي الأخفش والكوفيين فيقرأ إذن بجر: "الآخر"؛ معلقًا على "أحد"، ونصب "شفاء"؛ عطفًا على "داء"، والعامل في "أحد" حرف الجر الذي هو "في"، والعامل في "داء" إن، فقد شركت الواو في العطف على العاملين الذين هما في "وإن". وسيبويه لا يجيز ذلك، يؤيده رواية "الكتاب" بإثبات حرف الجر، وقد أجازه في المثل: ما كل سوداء تمرةً ولا بيضاء شحمة (?). فتمرة بالنصب على إعمال (ما)، ولا بيضاء شحمة: بالرفع فيهما على الاستئناف، فإن كان روي في الحديث: "والآخر شفاء". بالرفع فيهما، فهو على هذا الوجه، ويخرج به عن العطف على عاملين، ولكنه يحتاج إلى حذف مضاف في قوله: "وَالآخر شِفَاءً" أي: ذو شفاء. وأيضًا ففي اللفظ مجاز وهو كون الداء في أحد الجناحين.

ثالثها:

اختلف العلماء فيما لا نفس لها سائلة تقع في الماء القليل أو المائع كالذباب ونحوه، هل ينجسه؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015