وقوله: ("كَأنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ") أي: في طوله وسمرته. وشَنُوءَة قبيلةٌ من قحطان، مأخوذ من التقرز، وشنوءة على وزن فعُولة، ولا أدري ما أراد بتشبيهه بهم.
قال القزاز: اختلفت الرواية: هل هو جعد أو سبط؟ وهل هو ضرب نحيف أو جسيم؟
وقوله في عيسى: ("إِلَى الحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ") قال الداودي: ما أراه محفوظًا؛ لأنه قال في رواية مالك: "رجل آدم كأحسن ما أنت راءٍ" (?).
وقوله: ("وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، وَالدَّجَّالَ") في آيَاتٍ أراهُنَّ اللهُ إِيَّاهُ يريد ليلة الإسراء، وسلف الاختلاف في اشتقاق الدجال.
وقول البخاري: (قَالَ أَنَسٌ وَأَبُو بَكْرةَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَحْرُسُ المَلَائِكَةُ المَدِينَةَ مِنَ الدَّجَّالِ") قد سلفا في الحج مسندين (?).
ثم اعلم أن البخاري -رحمه الله- إنما ساق هذِه الأحاديث؛ لأجل ذكر الملائكة فيها وموافقة أغراضهم، فغفران الذنب على الموافقة، ومن ذلك عدم دخولهم بيت التصاوير والبيت الذي فيه الكلب، وكذا قوله: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} [الزخرف: 77] أي: لو فعلوا ما يوافق غرض الملائكة لنجوا منها وكذا لعنها عند الغضب عليها كذلك، وكذا سائر الباب.