الأول، ويذموا الثاني. قال: وقد شاهدنا هذا عادة مستمرة إلى اليوم (?) قلت: ومنه قول الشاعر (?):
أسمي ويحك هل سمعت بغدرة ... نصب اللواء بها لنا في مجمع
فمقتضى هذا الحديث أن الغادر يفعل به ذلك؛ ليشتهر بالخيانة والغدر فيذمه أهل الموقف- كما سلف. ولا يبعد أن يكون الوفي بالعهد يرفع له لواء يعرف به وفاؤه وبره فيمدحه أهل الموقف.
فصل:
اللواء لا يمسكها إلا صاحب جيش الحرب ويكون الناس تبعًا له، ذكره النووي (?).
قال: فمعنى: "لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ" أي: علامة يشتهر بها في الناس؛ لأن موضع اللواء شهرة مكان الرئيس، لكن ذكر الأصبهاني أن عمر (سئل) (?): من أشعر العرب؟ فقال: زهير. فقيل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء" (?) فقال عمر: اللواء لا يكون (إلا مع الأمير) (?).