- الإِقْسَامُ عَلَى اللهِ: هُوَ الحَلَفِ عَلَى اللهِ، وَيَتَأَلَّى أَيْ: يَحْلِفُ (?)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {لِلَّذِيْنَ يُؤْلُوْنَ مِن نِّسَائِهِم تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ} (البَقَرَة:226). (?)
- مُنَاسَبَةُ التَّرْجَمَةِ لِكِتَابِ التَّوْحِيْدِ: أَنَّ مَنْ تَأَلَّى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَقَدْ أَسَاءَ الأَدَبَ مَعَهُ وَتَجَرَّأَ عَلَيْهِ وَزَعَمَ التَّحَكُّمَ فِي أَفْعَالِهِ تَعَالَى، فَالتَّأَلِّي عَلَى العَظِيْمٌ تَنَقُّصٌ لِعَظَمَتِهِ.
وَيَزْدَادُ الأَمْرُ سُوْءًا إِذَا انْضَمَّ إِلَى ذَلِكَ مُخَالَفَةُ مَا عُلِمَ مِنْ صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى وَأَفْعَالِهِ، وَفِي الحَدِيْثِ هُنَا جَاءَ التَّأَلِّي عَلَى اللهِ مُضَافًا إِلَيْهِ حَجَّرُ فَضْلِهِ تَعَالَى، وَتَقْنِيْطُ عِبَادِهِ مِنْ رَحْمَتِهِ.
- القَسَمُ عَلَى اللهِ تَعَالَى ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ: (?)
1) أَنْ يُقْسِمَ عَلَى مَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ وَرَسُوْلُهُ مِنْ نَفْي أَوْ إِثْبَاتٍ، فَهَذَا جَائِزٌ، وَهُوَ دَلِيْلٌ عَلَى يِقَيْنِهِ بِمَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ وَرَسُوْلُهُ، كَقَوْلِ القَائِلِ: (وَاللهِ؛ لَيُشَفِّعَنَّ اللهُ نَبِيَّهُ فِي الخَلْقِ يَوْمَ القِيَامَةِ)، وَكَقَوْلِ (وَاللهِ؛ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِمَنْ أَشْرَكَ بِهِ). (?)
2) أَنْ يُقْسِمَ عَلَى رَبِّهِ لِقُوَّةِ رَجَائِهِ وَحُسْنِ ظَنِّهِ بِهِ، فَهَذَا جَائِزٌ، كَمَا فِي الحَدِيْثِ (إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ). (?) (?)
3) أَنْ يَكُوْنَ الحَامِلَ لَهُ هُوَ الإِعْجَابُ بِالنَّفْسِ، وَحَجْرُ فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسُوْءُ الظَّنِّ بِهِ تَعَالَى، فَهَذَا مُحَرَّمٌ وَهُوَ وَشِيْكٌ بِأَنْ يُحْبِطَ اللهُ عَمَلَ هَذَا المُقْسِمِ.
وَهَذَا النَّوْعُ الأَخِيْرُ هُوَ الَّذِيْ سَاقَ المُؤَلِّفُ الحَدَيْثَ مِنْ أَجْلِهِ. (?) (?)