- المَسْأَلَةُ الثَّامِنَةُ) إِذَا كَانَ لَا يَجُوْزُ الاحْتِجَاجُ بِالقَدَرِ عَلَى المَعْصِيَةِ، فَكَيْفَ احْتَجَّ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالقَدَرِ عَلَى مَعْصِيَتِهِ؟ (?)

الجَوَابُ هُوَ مِنْ أَحَدِ وَجْهَيْنِ:

1) أَنَّ لَوْمَ مُوْسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِآدَمَ لَيْسَ هُوَ عَلَى المَعْصِيَةِ؛ وَإِنَّمَا عَلَى الخُرُوْجِ مِنَ الجَنَّةِ، وَهَذَا هُوَ الَّذِيْ أَجَابَ عَنْهُ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِكَوْنِهِ مَكْتُوْبًا عَلَيْهِ وَعَلَى ذُرِّيَّتِهِ قَبْلَ أَنْ يَعْمَلَ المَعْصِيَةَ، فَهُوَ اسْتِدْلَالٌ بِالقَدَرِ عَلَى الخُرُوْجِ مِنَ الجَنَّةِ وَلَيْسَ عَلَى المَعْصِيَةِ نَفْسِهَا، فَالمَعْصِيَةُ مُتَعَلِّقَةٌ بِآدَمَ وَحْدَهُ، بِخِلَافِ الهُبُوْطِ مِنَ الجَنَّةِ فَهُو مُتَعَلِّقٌ بِكُلِّ بَني آدَمَ، وَهَذَا الَّذِيْ لَامَ عَلَيْهِ مُوْسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَعَلَيْهِ فَإِنَّ آدَمَ لَمْ يَحْتَجَّ بِالقَدَرِ عَلَى المَعْصِيَةِ وَإِنَّمَا عَلَى الهُبُوْطِ بِشَأْنِ الذُّرِّيَّةِ، وَهُوَ شَيْءٌ مُخْتَلِفٌ عَنِ المَعْصِيَةِ. (?) (?)

2) أَنَّ احْتِجَاجَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ بِالقَدَرِ عَلَى وُقُوْعِ المَعْصِيَةِ؛ وَلَكِنْ بَعْدَ التَّوْبَةِ مِنْهَا، وَلَيْسَ مَعَ المَعْصِيَةِ، وَعَلِيْهِ فَلَا إِشْكَالَ فِي الاحْتِجَاجِ بِالقَدَرِ؛ لِأَنَّه لَا يُبَرِّرُ مُحَرَّمًا وَلَا يَمْنَعُ وَاجِبًا. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015