مَسَائِلُ عَلَى البَابِ

- المِسْأَلَةُ الأُوْلَى) هَلْ يَصِحُّ تَأْوِيْلُ صِفَةِ الرَّحْمَةِ للهِ تَعَالَى بِإِرَادَةِ الثَّوَابِ أَوِ الرِّضَى (?)، حَيْثُ أَنَّهُم - المُعَطِّلَةُ - قَالُوا: إِنَّ الرَّحْمَةَ لِيْنٌ وَضَعْفٌ وَرِقَّةٌ يَتَنَزَّهُ البَارِي سُبْحَانَهُ عَنْهَا! أَمَّا الإِرَادَةُ فَهِيَ مِمَّا دَلَّ العَقْلُ عَلَيْهَا؟

الجَوَابُ: لَا يَصِحُّ، وَبَيَانُ ذَلِكَ مِنْ أَوْجُهٍ:

1) أَنَّ اللهَ تَعَالَى وَصَفَ نَفْسَهُ بِالرَّحْمَةِ، وَقَالَ عَنْ نَفْسِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشُّوْرَى:11).

فَنُثْبِتُ مَا أَثْبَتَ وَنَنْفِي عَنْه التَّمْثِيْلَ، فيَكُوْنُ بِذَلِكَ حَالُنَا كَحَالِ مِنْ قَالَ اللهُ تَعَالَى فِيْهِم: {وَالرَّاسِخُوْنَ فِي العِلْمِ يَقُوْلُوْنَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} (آلِ عِمْرَان:7).

2) أَنَّ الرَّحْمَةَ الَّتِيْ تَسْتَلْزِمُ الضَّعْفَ وَاللَّيْنَ وَالرِّقَّةَ هِيَ رَحْمَةُ المَخْلُوْقِ وَلَيْسَتْ رَحْمَةُ الخَالِقِ تَعَالَى، فَالخَالِقُ سُبْحَانَهُ رَحْمَتُهُ مُقَارِنَةٌ لِكَمَالِ سُلْطَانِهِ وَعِزَّتِهِ وَقوَّتِهِ.

وَتَأَمَّلْ جَمْعَ اللهِ تَعَالَى بَيْنَ صِفَتَيْنِ لَهُ في مَوْضِعٍ وَاحِدٍ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى {إِنَّهُ هُوَ العَزِيْزُ الرَّحِيْمُ} (الدُّخَان:42)، فَعِزَّتُهُ تَعَالَى غَيْرُ مُنْفَكَّةٍ عَنْ رَحْمَتِهِ، فَلَا يَكُوْنُ فِيْهَا ضَعْفٌ وَلِيْنٌ وَرِقِّةٌ وَ ... مِمَّا يُنَزَّهُ اللهُ عَنْهُ. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015