- قَوْلُهُ (حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ): أَي الكَوْنِيُّ، وَذَلِكَ عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ عِنْدَمَا يَأْتِي أَمْرُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِأَنْ تَقْبِضَ الرِّيْحُ الطَّيّبَةُ نَفْسَ كُلِّ مُؤْمِنٍ فَلَا يَبْقَى إِلَّا شِرَارُ الخَلْقِ، وَعَلَيْهِم تَقُوْمُ السَّاعَةُ. (?)
- قَوْلُهُ (سَيَكُوْنُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُوْنَ ثَلَاثُوْنَ): وَهُم مَنْ كَانَ لَهُ شَأْنٌ وَشَوْكَةٌ وَقُوَّةٌ وَاتَّبَعَهُم أُنَاسٌ كَثِيْرٌ، وَإلَّا فَالكَذَّابُوْنَ المُدَّعُوْنَ لِلنُّبُوَّةِ كَثِيْروْنَ.
- قَوْلُهُ (تَبَارَكَ): الصَّوَابُ أَنَّهَا مُخْتَصَّةٌ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا العَبْدُ فَهُوَ مُبَارَكٌ. (?)
- المُخْتَارُ هُوَ ابْنُ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفيُّ، خَرَجَ وَغَلَبَ عَلَى الكُوْفَةِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَظْهَرَ مَحَبَّةَ آلِ البَيْتِ، وَدَعَا النَّاسَ إِلَى الثَّأْرِ مِنْ قَتَلَةِ الحُسَيْنِ، فَتَتَبَّعَهُم وَقَتَلَ كَثِيْرًا مِمَّنْ بَاشَرَ ذَلِكَ أَوْ أَعَانَ عَلَيْهِ، فَانْخَدَعَتْ بِهِ العَامَّةُ، ثُمَّ ادَّعَى النُّبُوَّةَ وَزَعَمَ أَنَّ جِبْرِيْلَ يَأْتِيْهِ.
- قَوْلُ المُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ فِي المَسْأَلَةِ الرَّابِعَةِ (مَا مَعْنَى الإِيْمَانِ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوْتِ فِي هَذَا المَوْضِعِ؛ هَلْ هُوَ اعْتِقَادُ قَلْبٍ، أَوْ هُوَ مُوَافَقَةُ أَصْحَابِهَا مَعَ بُغْضِهَا وَمَعْرِفَةُ بُطْلَانِهَا؟):
قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِيْن رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (القَوْلُ المُفِيْدُ) (?): (أمَّا إِيْمَانُ القَلْبِ وَاعْتِقَادُهُ؛ فَهَذَا لَا شَكَّ فِي دُخُوْلِهِ فِي الآيَةِ، وَأَمَّا مُوَافَقَةُ أَصْحَابِهَا فِي العَمَلِ مَعَ بُغْضِهَا وَمَعْرِفَةِ بُطْلَانِهَا، فَهَذَا يَحْتَاجُ إِلَى تَفْصِيْلٍ، فَإِنْ كَانَ وَافَقَ أَصْحَابَهَا بِنَاءً عَلَى أَنَّهَا صَحِيْحَةٌ فَهَذَا كُفْرٌ، وَإِنْ كَانَ وَافَقَ أَصْحَابَهَا وَلَا يَعْتَقِدُ أَنَّهَا صَحِيْحَةٌ، فَإِنَّهُ لَا يَكْفُرُ، لَكِنَّهُ لَا شَكَّ عَلَى خَطَرٍ عَظِيْمٍ يُخْشَى أَنْ يُؤَدِّي بِهِ الحَالُ إِلَى الكُفْرِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ). (?)
قُلْتُ: وَعِنْدِي وَجْهٌ آخَرُ فِي تَوْجِيْهِ كَلَامِ المُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ وَتَصْحِيْحِهِ؛ وَذَلِكَ بِكَوْنِ المُوَافَقَةِ ظَاهِرًا تَكُوْنُ كُفْرًا إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي القَلْبِ اطْمِئْنَانٌ بِالتَّوْحِيْدِ أَصْلًا وَانْقِيَادٌ لَهُ - كَحَالِ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى وَالعِلْمَانِيِّيْنَ وَأَشْبَاهِهِم. (?)
- فَائِدَةٌ) جَرَى فِي هَذِهِ الأُمَّةِ كَثِيْرٌ مِنِ اتِّبَاعِ الأُمَمِ المَاضِيَةِ وَالتَّشَبُّهِ بِهَا، وَمِنْهَا عَلَى سَبِيْلِ المِثَالِ:
بِنَاءُ المَسَاجِدِ عَلَى القُبُوْرِ.
عِبَادَةُ القُبُوْرِ؛ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنِ المُشْرِكِيْنَ {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوْثَ وَيَعُوْقَ وَنَسْرًا} (نُوْح:23).
نُفَاةُ الصِّفَاتِ؛ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَهُمْ يَكْفُرُوْنَ بِالرَّحْمَنِ} (الرَّعْد:30).
آكِلِيْنَ الرِّبَا؛ مَعَ آكِلِي السُّحْتِ.
إِقَامَةُ الحُدُوْدِ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَتَرْكُ الشُّرَفَاءِ.
تَحْرِيْفُهُم (اسْتَوَى) إِلَى (اسْتَوْلَى)؛ مَعَ {مِنَ الَّذِيْنَ هَادُوا يُحَرِّفُوْنَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (النِّسَاء:46).
التَّعَصُّبُ لِلمَشَايِخِ عَلَى حِسَابِ الحَقِّ؛ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُوْنِ اللهِ وَالمَسِيْحَ ابْنَ مَرْيَمَ} (التَّوْبَة:31).
قَوْلُهُم عَنِ المُتَمَسِّكِيْنَ بِالسُّنَّةِ أَنَّهُم رَجْعِيُّوْنَ؛ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّوْنَ} (المُطَفِّفِيْن:32).