- قَوْلُهُ (وَصَلُّوا عَلَيَّ فإنَّ تَسْلِيْمَكُمْ): هَذَا يُسَمَّى الطَيَّ والنَّشْرَ، أَيْ: صَلُّوا عَلَيَّ وسَلِّمُوا؛ فَإِنَّ صَلَاتَكُم وَتَسْلِيْمَكُم تَبْلُغُنِي.

وَالمُرَادُ: صَلُّوا عَلَيَّ فِي أَيِّ مَكَانٍ كُنْتُم؛ وَلَا حَاجَةَ إِلَى أَنْ تَأْتُوا إِلَى القَبْرِ وَتُسَلِّمُوا عَلَيَّ وَتُصَلُّوا عَلَيَّ عِنْدَهُ.

- إِنَّ الدَّفْنَ فِي البُيُوْتِ مَنْهيٌّ عَنْهُ، وَمِنْ مَضَارِّهِ:

1) ذَرِيْعَةٌ إِلَى الشِّرْكِ: لِأَنَّ البَيْتَ تُقَامُ فِيْهِ صَلَوَاتُ النَّافِلَةِ (وَالفَرَائِضُ لِلنِّسَاءِ) - عَلَى الأَقَلِّ -، فيُخْشَى مِنَ الغُلوِّ فِيْهِ واتِّخَاذِهِ مَسْجِدًا، عَدَا عَنْ كَوْنِ تَخْصِيْصِهِ بِهَذَا الدَّفْنِ يُعْطِيْهِ مَزِيَّةً عَنْ غَيْرِهِ مِنَ القُبُوْرِ، فَلَا تُؤْمَنُ مَعَهُ الفِتْنَةُ. (?)

2) حِرمَاُن الميِّتِ مِنْ دَعَوَاتِ المُسْلِمِيْنَ - وَهُوَ دُعَاءُ دُخُوْلِ المَقْبَرَةِ عَلَى الأَقَلِّ - لِأَنَّهُ لَيْسَ مَعَهُم، وَأَيْضًا لِكَثْرَةِ مَنْ يَزُوْرُ المَقَابِرَ مُقَارَنَةً مَعَ مَنْ يَزُوْرُ ذَلِكَ البَيْتَ.

3) يُضَيِّقُ عَلَى الوَرَثَةِ مَسْكَنَهُم، وَيَمْنَعُ مِيْرَاثَهُم مِنَ البَيْتِ لِحُرْمَةِ المَدْفُوْنِ فِيْهِ مِنْ نَبْشِ قَبْرِهِ أَوِ امْتِهَانِهِ، فَلَا يَتَمَكَّنُوْنَ مِنْ أَغْلَبِ وُجُوْهِ الانْتِفَاعِ بِهِ.

4) لَا يُذَكِّرُ الآخِرَةَ، لِأَنَّ أَهْلَ البَيْتِ اعْتَادُوا ذَلِكَ.

- التَّرَدُّدُ عَلَى القَبْرِ مَمْنُوْعٌ نَصًّا وَمَفْهُوْمًا، فَالنَّصُّ هُوَ فِي قَوْلِهِ (لَا تَجْعَلُوا بُيُوْتَكُمْ قُبُوْرًا)، وَالمَفْهُوْمُ هُوَ فِي قَوْلِهِ (فَإِنَّ تَسْلِيْمَكُمْ يَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ)، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا دَاعِيَ لِلذَّهَابِ إِلَى السَّلَامِ عَلَيْهِ عِنْدَ قَبْرِهِ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ. (?)

- كِتَابُ (المُخْتَارَةُ): هُوَ كِتَابٌ جَمَعَ فِيْهِ مُؤَلِّفُهُ الأَحَادِيْثَ الجِيَادَ الزَّائِدَةَ عَلَى الصَّحِيْحَيْن.

وَمُؤَلِّفُهُ: هُوَ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيُّ؛ ضِيَاءُ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ، (ت 643 هـ). (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015