- المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ) مَا حُكْمُ زِيَارَةِ النِّسَاءِ لِلمَقَابِرِ؟

الجَوَابُ: فِيْهَا خِلَافٌ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ، وَقَدْ ذَهَبَ الأَكْثَرُ إِلَى الجَوَازِ مَعَ الكَرَاهَةِ (?) (?) - وَهُوَ الأَرْجَحُ - وَتَدُلُّ لَهُ أُمُوْرٌ، مِنْهَا (?):

1) عُمُوْمُ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُوْرِ فَزُوْرُوْهَا (?)؛ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُم الآخِرَةَ). (?) (?)

2) مُشَارَكَةُ النِّسَاءِ لِلرِّجَالِ فِي العِلَّةِ الَّتِيْ مِنْ أَجْلِهَا شُرِعَتْ زِيَارَةُ القُبُوْرِ (فَإِنَّهَا تُرِقُّ القَلْبَ، وَتُدْمِعُ العَيْنَ، وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ). (?)

3) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَخَّصَ لِلنِّسَاءِ فِي زِيَارَةِ القُبُوْرِ، وَفِيْهَا أَحَادِيْثُ:

أ) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ؛ أَنَّ عَائِشَةَ أَقْبَلَتْ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ المَقَابِرِ، فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ؛ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِ؟ قَالَتْ: مِنْ قَبْرِ أَخِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ لَهَا: أَلَيْسَ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ زِيَارَةِ القُبُوْرِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، كَانَ نَهَى؛ ثُمَّ أَمَرَنَا بِزِيَارَتِهَا. وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهَا (أنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي زِيَارَةِ القُبُوْرِ). (?) (?)

ب) فِي قِصَّةِ إِتْيَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البَقِيْعَ لَيْلًا لِيَسْتَغْفِر لِأَهْلِهِ؛ حَيْثُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا: (قُلْتُ: كَيْفَ أَقُوْلُ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: (قُوْلِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُسْلِمِيْنَ، وَيَرْحَمُ اللهُ المُسْتَقْدِمِيْنَ مِنَّا وَالمُسْتَأْخِرِيْنَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُوْنَ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ. (?) (?)

4) إِقْرَارُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا فِي حَدِيْثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ: (اتَّقِيْ اللهَ وَاصْبِرِي). قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيْبَتِي - وَلَمْ تَعْرِفْهُ -، فَقِيْلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِيْنَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: (إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُوْلَى). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. (?) (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015