بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان بلال"1.
1 رواه الإمام أحمد في المسند "6/ 433"، وابن خزيمة في الصحيح "1/ 404"، وابن حبان في الصحيح "8/ 3474- الإحسان"، النسائي في المجتبى "2/ رقم 639" كلهم من طريق هشيم عن منصور بن زاذان عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة.
ورد الحافظ ابن حبان على دعوى القلب في هذا الحديث ورجح أن ذلك كان مناوبة من ابن أم مكتوم وبلال. انظر الإحسان "8/ 252-253".
وما رد الحافظ ابن حبان إلا تبعًا لرد شيخه الحافظ ابن خزيمة.
وقال شيخنا العلامة عبد المحسن بن حمد العباد -حفظه الله- في درسه لسنن النسائي "المجتبى" بالمسجد النبوي الشريف الأحد 11/ 11/ 1413هـ - ما نصه: "هذا الحديث - يقصد حديث أنيسة- يخالف الأحاديث المتقدمة، وقال بعضهم: إنه مقلوب، والصحيح أنه ثابت وليس بمقلوب وهو محمول على أن هذا حصل في بعض الأحيان، وليس في الغالب" اهـ. وانظر الفتح "2/ 103".
ورد البلقيني وناقش الحافظ ابن حبان في ذلك حيث قال: "هذا مقلوب والصحيح من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن بلالًا -رضي الله عنه- يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، وكان رجلًا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت.
قال ابن حجر: قال شخينا -يعني البلقيني: "وما تأوله ابن خزيمة من أنه يجوز أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل الأذان نوبًا بين بلال وابن أم مكتوم -رضي الله عنها- بعيد، وأبعد منه جزم ابن حبان بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك "النكت "2/ 878-789" وانظر "الفتح" "2/ 102- 103" و "التدريب" "1/ 292".
وحديث عائشة -رضي الله عنها- المخالف لحديث أنيسة أخرجه البخاري في "الصحيح" "2/ رقم 622 و 623- فتح"، ومسلم في "الصحيح" "1/ رقم 380 -عبد الباقي".
ونص حديثها "إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" وفي الباب مثل حديث عائشة، حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في الصحيحين.
أخرجه البخاري "1/ رقم 617- فتح"، ومسلم "2/ رقم 1092- عبد الباقي".