قَالَ مَالِكٌ: يَعْنِي الَّذِي يُصَلِّي وَلاَ يَرْتَفِعُ عَنِ الأَرْضِ، يَسْجُدُ وَهُوَ لاَصِقٌ بِالأَرْضِ.

(تبرز): تفعل من البراز بفتح الموحدة، وهو الفضاء الواسع، كني به عن الخارج من الدبر كالغائط.

(على لبنتين): بفتح اللام وكسر الموحدة وفتح النون: تثنية لبنة، ولابن خزيمة: "فأشرفت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على خلائه"، وفي رواية له: "فرأيته يقضي حاجته محجوبًا عليّ بلبن"، وللحكيم الترمذي بسند صحيح: "فرأيته في كنيف".

قال العلماء: لم يقصد ابن عمر الإشراف على النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك الحالة، بل صعد السطح لضرورة له كما في الرواية الآتية: "فحانت منه التفاته"، كما في رواية البيهقي، فرآه من جهة ظهره من غير محذور.

(يصلون على أوراكهم) أي: يلصقون بطونهم بأوراكهم إذا سجدوا من غير تجافٍ، عبر بذلك عن الجهل بالسنة.

13 - بَابُ خُرُوجِ النِّسَاءِ إِلَى البَرَازِ

146 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى المَنَاصِعِ وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ " فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احْجُبْ نِسَاءَكَ، فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ "، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عِشَاءً، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ: أَلاَ قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ، حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الحِجَابُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الحِجَابِ.

147 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015