وقد أرشد سبحانه عباده إلى أن يسألوه وحده ولا يسألوا أحدًا غيره، وقد وعد أن يجيب سائله - ولو بعد حين - قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186] . وقال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] . وأرشدنا أن لا نستعين إلا به فنحن نقول في كل ركعة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] . ومع هذا تجد الكثير ممن يصلون إذا أبطأ عليه تحقيق مطلب له من المطالب جعل يلجأ إلى القبور والأضرحة، والله تعالى قادر أن يجيبه في الحال ولكن هذا الابتلاء والامتحان للعباد فقد اقتضت حكمته تعالى فتنة العباد واختيارهم فلربما أخرت إجابة السائل على مراده ليعلم صدقه إن كان صادقًا فيثبت عند الشدائد فلا ينزلها إلا في الله فلا يسأل غيره وإن أطبقت الجبال على رأسه أو انشقت له الأرض لتبتلعه، وهذا قوي الثقة بالله تعالى قوي الاستعانة والتوكل عليه فحري به أن يجاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015