سبيل للمحافظة على ما يراه هو الحق أو الصواب أو الأفضل، فلِمَ يخشى التوريث إذاً؟

وهذا الجهل لا يليق بالأخ الداعية؛ إذ أنه يدعو الناس دوماً إلى الاستفادة من المعطيات والمواهب والطاقات، وإلى القراءة العميقة المستفيدة من كل جديد جيد، فكيف يليق به البقاء على جهله في أمر مهم كهذا؟

العقبة الثالثة: خوف العواقب:

وهذه العقبة ناشئة عن أمرين

أوَّلهما: ما سقته في العقبة الثانية.

والآخر منهما: هو أن الداعية قد يخشى أن يتضرر أحد من الناس بهذا التوريث، أو أنه قد يجر عليه متاعب لا طاقة له بها؛ فهو بهذا تجده هياباً من نقل التجربة ويفضل بقاء ما كان على ما كان، ومثال على ذلك قضية الذكريات سالفة الذكر؛ فإني قد لقيت أساتذة ومشايخ وعلماء ودعاة يحرصون كل الحرص على عدم كتابة مذكراتهم، وسبب هذا هو إما خوفهم من الأنظمة المتسِّلطة في بعض البلاد التي ابتليت بمناهج تخالف منهج الإسلام لئلا يُحاسَب على شيء مما كتب، أو أنه يخشى أن يتضايق فلان وفلان أو أن يغضب عليه فلان وفلان، ولقد بينت لبعضهم أن ما لا يدرك كله لا يترك جُلّه، فاكتب ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015