الهرم يملُّ ويكلُّ، وينسى كثيراً من الأمور المهمة التي مرّت عليه في حياته، وقد تسقط من ذاكرته للأبد، فالقيد هنا بالتبكير بالكتابة مهم، وما أصدق ما قاله الأستاذ علي الطنطاوي -رحمه الله تعالى- عندما كتب ذكرياته في حال شيخوخته:
((لم أجد عندي شيئاً مكتوباً أرجع عند تدوين الذكريات إليه وأعتمد عليه، وما استودعتُ الذاكرة ضعفت الذاكرة عن حفظه، وعجزت عن تذكُّره، لذلك أجّلت وما طلت، وحاولت الهرب من غير إبداء السبب)) (?).
وقال أيضاً:
((وليس لدي أوراق مكتوبة أدوِّن فيها الحادثة عند حدوثها وأصف أثرها في نفسي، وهذا تفريط كان مني لم يعد إلى تداركه من سبيل)) (?).
وقال أيضاً: ((كنت أغرف من بحر وأنا اليوم أنحت في الصخر، كان الفكر شاباً فشاخ ... كان قلمي يجري على القرطاس كفرس السباق لا أستطيع أن أجاريه فأمسى كالحصان العجوز أجرُّه فلا يكاد يُجَر، كانت المعاني حاضرة والقلم مستعداً ... )) (?).
وقال الأستاذ إحسان عباس: