تكون من جنس صفات المخلوقين، فمن قال: لا أعقل علمًا ويدًا إلا من جنس العلم واليد المعهودة، قيل له: فكيف تعقل ذاتا من غير جنس ذات المخلوقين؟! ومن المعلوم أن صفات كل موصوف تناسب ذاته، وتلائم حقيقته، فمن لم يفهم من صفات الرب الذي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] إلا ما يناسب المخلوقين فقد ضل في عقله ودينه.
وما أحسن ما قال بعضهم: "إذا قال لك الهجمي: كيف استوى؟ أو كيف ينزل إلى سماء الدنيا؟ أو كيف يراه ونحو ذلك؟ فقل له: كيف هو في نفسه؟ فإذا قال: لا يعلم ما هو إلا هو، وكنه الباري غير معقول للبشر، فقل له: فالعلم بكيفية الصفة مستلزم للعلم بكيفية الموصوف، فكيف يمكن أن يعلم كيفية صفة لموصوف لم تعلم كيفيته؟ وإنما تعلم الذات والصفات من حيث الجملة على الوجه الذي ينبغي".
ومن أول نصوص الصفات، أو قال: إنها ألفاظ لا يعقل معناها، ولا يدري ما أراد الله ورسوله منها، ولكن نقرأها ألفاظًا لا معاني لها، فقد أخطأ خطأ