وأنه المألوهُ المعبودُ الموحَّدُ المقصود، وأَنَّه الأوَّل الذي ليس قبله شيء، الآخر الَّذي ليس بَعْدَهُ شيء، الظَّاهر الذي ليس فوقه شيء، الباطن الذي ليس دونه شيء.
وأَنَّه العليُّ الأعلى بكل مَعْنَى واعتبار، علو الذَّات وعلو القدر، وعلو القهر.
وأَنَّه على العرش اسْتَوى، استواءً يَليق بعظمته وجلاله، ومع عُلوه المُطْلق وفوقيته، فعِلْمُه محيط بالظواهر والبواطن والعالم العلوي والسفلي، وهو مع العباد بِعِلْمِه، يعلم جميعَ أحوالهم، وهو القريب المُجِيب.
وأَنَّه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته، والكل إليه مُفْتَقِرون في إيجادهم وإيجاد ما يحتاجون إليه في جميع الأوقات، ولا غنًى لأحد عنه طرفة عين، وهو الرَّءوف الرَّحيم، الذي ما بالعباد من نعمة دينية ولا دنيوية، ولا دفع نقمة إلَّا من الله، فهو الجالب للنِّعم، الدَّافع للنِّقم.