ونحن نجد من أشهر طرق الإرشاد النفسي طريقة أطلق عليها اسم يدل على كرامة الفرد وحقه في التوجيه والإرشاد، وهي طريقة الإرشاد النفسي الممركز حول العميل "كارول ميلر Miller؛ 1965" وهي الطريقة التي أطلق عليها كارل روجرز أخيرًا "الإرشاد الممركز حول الشخص".
حق الفرد في تقرير مصيره:
من أهم مبادئ التوجيه والإرشاد النفسي الاعتراف بحرية الفرد ومقامه وقيمته وحقه في اختيار وتقرير مصيره.
إن الفرد الحر شخص يعرف ذاته ويحققها وينميها، ويسعى لحل مشكلاته حين يقابلها، مختارا أفضل احتمالات الحلول. وهو يعرف أن حريته تحددها طبيعة شخصيته ومطالب بيته وهو يسعى لتحقيق مزيد من الحرية في إطار من المسئولية في ضوء خبرات الماضي وظروف الحاضر وتطلعات المستقبل، والفرد الحر يعرف أن حريته ترتبط بحريات الآخرين في إطار من التكامل، وأن من أهم مظاهر الحرية حرية الاختيار، وحرية اتخاذ القرار، وحق تقرير المصير والفرد الحر يتحمل مسئولية قراراته ونتائج سلوكه، وهو يسعى للحصول على المساعدة والتوجيه والإرشاد من الآخرين حين يحتاج إلى ذلك "إداورد جلانز Glanz؛ 1974".
إن الإرشاد إرشاد وليس إجبارا. وقد علمنا الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} وليس في الإرشاد أوامر ولا وعظ، ولا نصح ولا حلول جاهزة، إنه ليس شيئا يعمله المرشد للعميل ولكنه عملية مساعدة تتيح الفرصة للقوى الخيرة والإيجابية في الإنسان أن تعمل وأن تظهر فيستطيع أن يتعلم كيف يحل هو مشكلاته بالطريقة التي يراها مناسبة.
وهناك قاعدة أساسية وهي أنه "ليس هناك من هو أعرف بالفرد من نفسه"1.
وفي معايير النمو السوي نجد أن تقرير المصير وتحديد الأهداف والتخطيط للمستقبل والقدرة على اتخاذ القرارات والاستقلال في السلوك والاعتماد على النفس وتحمل مسئولية الذات علامة هامة من علامات النضج الاجتماعي.
ومن أسس الإرشاد الثقة في الفرد واحترامه مهما كان جنسه أو لونه أو دينه أو مستواه الاجتماعي والاقتصادي، وإتاحة الفرصة أمامه لكي ينمو ويستغل إمكاناته وإمكانات بيئته إلى