والقيم ... إلخ، بما يحقق صالح كل من الفرد والجماعة. وفي الفصل التالي الذي يتناول نظريات الإرشاد النفسي ونجد نظرية المجال تؤكد أهمية المجال الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد.

استعداد الفرد للتوجيه والإرشاد:

الفرد العادي لديه استعداد للتوجيه والإرشاد مبني على وجود حاجة أساسية لديه للتوجيه والإرشاد، وكل منا حين يلتوي عليه أمر أو تعترضه مشكلة يلجأ إلى الآخرين طلبا للاستشارة والتوجيه والإرشاد1.

والفرد العادي يكون لديه استبصار بحالته ويدرك حاجته إلى الإرشاد ويسعى إليه سعيا ويقبل عليه إقبالا برضى واختيار، وهذا يتضمن وجود الدافعية والإرادة والرغبة في التغيير. وهذا يعتبر أساسا هاما تقوم عليه عملية الإرشاد نفسها، فنحن لا نستطيع أن نقدم شيئا للإنسان ولا يتقبله أو ليس مستعدا لأن يتقبله. وحتى إذا أجبر العميل دون أن يكون لديه الاستعداد والإقبال والاهتمام فإنه يعطي للمرشد كما يقول المثل "أذن من طين وأذن من عجين"، ويكون المرشد في هذه الحالة كمن يطرق في حديد بارد، ولا يجدي الإرشاد ويشعر بالحاجة إليه ويقبل عليه ويثق في عملية الإرشاد ويتوقع الاستفادة منها حتى تحدث الاستفادة فعلا ويتحقق الهدف.

حق الفرد في التوجيه والإرشاد:

التوجيه والإرشاد حاجة نفسية هامة لدى الإنسان. ومن مطالب النمو السوي إشباع هذه الحاجة. وعلى هذا يكون التوجيه والإرشاد حقا من حقوق كل فرد حسب حاجته في أي مجتمع ديموقراطي، أي أن للفرد حقا على المجتمع في أن يوجه كإنسان.

ومن واجب الدولة توفير وتيسير خدمات التوجيه والإرشاد لكل فرد يحتاج إليها، فهي حق لمن ينمو في تطوره العادي ولمن يمر بمراحل حرجة ولمن يتعرض لمشكلات شخصية أو تربوية أو مهنية أو زواجية أو أسرية ... إلخ. فمثلا من حق كل تلميذ أن يتلقى خدمات الإرشاد التربوي والمهني، ومن حق التلميذ المشكل أن يتلقى خدمات إرشادية خاصة، كذلك من حق التلميذ المتفوق الذي لا يستغل كامل إمكاناته أن يتلقى خدمات إرشادية خاصة ... وهكذا.

إن خدمات التوجيه والإرشاد يجب أن تتوافر لكل فرد ولكل الفرد ككائن متكامل لتحقيق سعادته في كل ميادين حياته الشخصية والتربوية والمهنية ... إلخ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015