الفصل الثاني: أسس التوجيه والإرشاد النفسي:
الأسس والمسلمات والمبادئ:
التوجه والإرشاد النفسي علم وفن يقوم على أسس عامة تتمثل في عدد من المسلمات والمبادئ التي تتعلق بالسلوك البشري والعميل وعملية الإرشاد، وعلى أسس فلسفية تتعلق بطبيعة الإنسان وأخلاقيات الإرشاد النفسي، وعلى أسس نفسية وتربوية تتعلق بالفروق الفردية والفروق بين الجنسين ومطالب النمو، وعلى أسس اجتماعية تتعلق بالفرد والجماعة ومصادر المجتمع، وعلى أسس عصبية وفسيولوجية تتعلق بالجهاز العصبي والحواس وأجهزة الجسم الأخرى.
ويلاحظ أن أسس التوجيه والإرشاد النفسي معقدة وليست بسيطة، ولكن كونها معقدة لا يعني أنها مختلطة أو مشوشة، إن الرياضيات مواد معقدة وليست بسيطة، ولكن له أسس ومبادئ ومسلمات ونظريات واضحة معروفة "كارول ميلر Miller؛ 1965".
والهدف من دارسة أسس التوجيه والإرشاد النفسي هو وضع الأساس الذي يبنى عليه باقي موضوعات التوجيه والإرشاد كما سنرى في الفصول القادمة.
وأسس الإرشاد النفسي كثيرة، ولو تم تناولها جميعا لطال الكلام وضاق المجال، ولذلك فلا مناص من اختيار أهم الأسس والكلام عنها، أما ما يتكرر في مكان آخر فيترك إلى ذلك المكان. فمثلا من الأسس النفسية للإرشاد اعتبار عملية الإرشاد عملية تعلم، وهذا الأساس سوف يأتي الكلام عنه في عملية الإرشاد "في الفصل السادس" ولذلك تم إرجاؤه إلى ذلك الموضع ... وهكذا. وفيما يلي أسس التوجيه والإرشاد النفسي.