وقد يعتقد بعض أولياء الأمور أن مشكلة الطفل تتعلق به وحده ولا يشاركون مشاركة فعالة في عملية الإرشاد، ويعتبرونها مسئولية المرشدين وحدهم.
وقد يلاحظ إساءة فهم عملية الإرشاد لدى الوالدين أو أولياء الأمور. فمثلا في إرشاد الأطفال يسمح المرشح للطفل في حجرة اللعب بالتعبير عن عدوانه فيكسر بعض الأشياء، ويعتبر الوالدان ذلك نقصا في ضبط سلوك الطفل وتعويده الحرية الزائدة، مما قد يؤدي إلى مزيد من العدوان في المنزل، وعادة فإن الوالدين وأولياء الأمور يسألون العميل بمجرد خروجه عما دار في جلسة الإرشاد، وهو يحكي، وقد يساء فهم ما جرى وما يحكى.
وقد لا يقتصر وجود مثل هذه الاتجاهات على الوالدين أولياء الأمور فقط، بل قد توجد لدى الأزواج، وقد تسود في المجتمع بصفة عامة، مما يجعل المرشدين والمعالجين النفسيين وكأنهم يسبحون ضد تيار اجتماعي معاكس.
بعض المفاهيم الخاطئة لدى العميل:
يعلن بعض العملاء أن الاضطراب أو المرض النفسي مرادف لما يعرفه العامة باسم "الجنون"، ويظنون أن العيادة النفسية أو مركز الإرشاد النفسي لا يذهب إليها إلا "المجانين"، ومن ثم يتحاشون الإرشاد النفسي، وإذا بدءوه فقد ينقطعون عن استئنافه خشية أن يشيع عنهم أنهم "مجانين".
ويعتقد بعض المرضى خطأ أن المرشد النفسي يتدخل في شئون حياتهم الخاصة وتفاصيل سلوكهم ودخائل أسرارهم الشخصية بدرجة كبيرة، ومن ثم يبدون مقاومة أثناء عملية الإرشاد.
ويفهم بعض المرضى خطأ أن على المرشد أن يعمل لهم كل شيء، وأن يحل لهم مشكلاتهم، وكأنه يملك قوة سحرية يسخرها في ذلك، فيلقون عليه بمشكلاتهم ليحلها، وكيف لا وهو دكتور وعالم نفسي، ويصعب عليهم أن يفهموا أن على عاتقهم هم مسئولية كبيرة في عملية الإرشاد.
من هو الخبير:
قد يحدث صراع بين المرشد والعميل عندما تتحد المسئولية المشتركة بينهما في عملية الإرشاد. فقد لا يعرف العميل حدود مسئولياته وإسهاماته الخاصة بها. فمن هو الخبير إذن؟ أهو المرشد المتخصص العالم بالنظريات والخبير في الطرق والفنيات، أم هو العميل صاحب المسألة "والذي يده في النار"، والذي عليه مسئولية التنفيذ. إن الأمر قد يصل إلى درجة تضطرب فيها العملية وخاصة عندما يكون العميل زائد الذاتية، كثير الأفكار الخاطئة أو حتى الخرافية.