هي من الإطار المرجعي للسالك نفسه، كذلك يجب الالتفات إلى الأهمية القصوى للذات وإلى أهمية البيئة الاجتماعية، ولقد برزت من خلال هذه الدراسة أهمية مفهوم الذات الخاص.
مفهوم الذات الخاص Private self- Concept:
وجد المؤلف "حامد زهران، 1972" أن مفهوم الذات الخاص هو أخطر مستويات مفهوم الذات. وهو يختص بالذات الخاصة، أي الجزء الشعوري السري الشخصي جدا أو "العوري" من خبرات الذات، والذي يقع في المنطقة الحدية بين الشعور واللاشعور، ومحتوى مفهوم الذات من خبرات الذات الخاص يكون هاما وخطيرا يحاول الانطمار في اللاشعور قبل أي خبرة أخرى من خبرات الذات، إلا أن لأهميته وخطورته في حياة الفرد يقاوم هذا الانطمار.
ومحتوى مفهوم الذات الخاص يكون معظمه مواد غير مرغوب فيها اجتماعيا "خبرات محرمة أو محرجة أو مخجلة أو معيبة أو بغيضة أو مؤلمة ... إلخ"، ولا يجوز إظهاره أو كشفه أو ذكره أمام الناس، وتنشط الذات تماما للحيلولة دون خروج محتواه، وهكذا يبدو مفهوم الذات الخاص وكأنه العورة النفسية للفرد.
إن من السهل على الفرد الكشف عن مفهوم الذات الواقعي والمدرك والاجتماعي والمثالي بدون اللجوء إلى حيل الدفاع النفسي، ولكن من الصعب جدا الكشف عن مفهوم الذات الخاص، والفرق شاسع بين محتويات مفهوم الذات العام ومحتويات مفهوم الذات الخاص، ويعلم كل المرشدين والمعالجين النفسيين أن من السهل أن يقول العميل أن له زوجا أو زوجة ومن الصعب أن يقول أن له عشيقة أو عشيقا، ويمكن أن يذكر أنه يكسب عيشه من التجارة ولكنه لا يفصح عن أنه يتاجر في المخدرات أو في الدعارة، وقد يعترف بفشله في العمل لنقص ميله إليه أو لنقص عائده وليس من السهل أن يعترف أن فشله يرجع إلى غشه في الامتحانات أو إلى أن الشهادة التي يحملها مزورة، وقد يقرر أن مشكلته الزواجية نابعة من نقص الحب، ولكنه لا يقرر أنها ناتجة عن شذوذ العلاقات الجنسية أو العلاقات الجنسية غير الشرعية.
وهكذا يهتم الإرشاد العلاجي والعلاج النفسي الممركز حول العميل بمفهوم الذات العام "الشعوري المتاح" الذي يتيح فهم الشخصية، ومفهوم الذات الخاص "الشعوري العوري" الذي يهدد الشخصية.
ويرى المؤلف أن أي خبرة مهددة في مفهوم الذات الخاص -إذا لم تظهر للمرشد النفسي وتناقش ويوضع خطة لعلالجها- تكون بمثابة "عاهة نفسية مستديمة".
يجمع الكتاب والباحثون على أن أحد الأهداف الرئيسية للإرشاد العلاجي هو تنمية