وحقك لا نقضت الدهر عهدا ... ولا كدرت بعد الصفو ودا

ملأت جوانحي والقلب وجدا ... فكيف أقر أو أسلو وأهدا

فيا من ليس مولى سواه ... تراك تركتني في الناس عبدا

قال: فكسرت العود وقامت وبكت فاتهمتها بمحبة إنسان فكشفت عن ذلك فلم أجد له أثرا قال: فقلت لها: هكذا؟ كان فقالت:

خاطبني الوعظ من جناني ... وكان وعظي على لساني

قربني منه بعد بعد ... وخصني الله واصطفاني

أجبت لما دعيت طوعا ... ملبيا للذي دعاني

وخفت مما جنيت قدما ... فوقع الحب بالأمان

قال: فقلت له: علي الثمن وأزيدك قال: فصاح: وافقراه! من أين لك ثمن هذه؟ فقلت: لا تعجل علي تكون في المارستان حتى آتي بثمنها ثم مضيت وعيني تدمع وقلبي يخشع وبت ولم أطعم غمضا ووالله ما عندي درهم من ثمنها.

وبقيت طول ليلتي أتضرع إلى الله تعالى وأقول: يا رب! إنك تعلم سري وجهري وقد اتكلت على فضلك وعولت عليك فلا تفضحني فينما أنا عند السحر إذا بقارع يقرع الباب فقلت: من بالباب؟ فقال: حبيب من الأحباب أتى في سبب من الأسباب من الملك الوهاب ففتحت الباب فإذا برجل معه خادم وشمعة فقال: يا أستاذ! أتأذن لي بالدخول؟ فقلت: ادخل من أنت؟.

قال: أنا أحمد بن المثنى قد أعطاني مالك الدار فأكثر كنت الليلة نائما فهتف لي هاتف في المنام: احمل خمس بدرات إلى سري يعطيها لمولى بدعة يفكها من الأسر ومن رق العبودية الساعة فلنا بها عناية فجئت مبادرا بهذا المال فاصنع به ما شئت.

قال: فخررت لله ساجدا وارتقبت الصبح.

فلما تعالى ضوء النهار أخذت بيد أحمد ومضيت به إلى المارستان. فإذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015