كانت طول السنة مطروحة على الفراش لا تنشال أو تشال فحركتها فتحركت ففرحت فرحا شديدا وقوي طمعي في تفضل الله بالعافية فحركت الأخرى فتحركت فقبضت إحدى رجلي فانقبضت فرددتها فرجعت وفعلت بالأخرى مثل ذلك فرمت الانقلاب فانقلبت وجلست ورمت القيام فقمت ونزلت عن السرير الذي كنت مطروحا عليه وكان في بيت من الدار فمشيت ألتمس الحائط في الظلمة إلى أن وقعت يدي على الباب وأنا لا أطمع في بصري فخرجت إلى صحن الدار فرأيت السماء والكواكب تزهر فكدت أموت فرحا وانطلق لساني بأن قلت: يا قديم الإحسان لك الحمد.
ثم صحت بزوجتي فقالت: أبو علي؟! فقلت: الساعة صرت أبا علي! اسرجي فأسرجت فقلت: جيئيني بمقراض فجاءت به فقصصت شاربا كان لي على زي الجند.
فقالت: لي زوجتي: ما تصنع؟ الآن يعيبك رفقاؤك! فقلت: بعد هذا لا أخدم أحدا غير ربي.
فانقطعت إلى الله - عز وجل - وخرجت من الدار ولزمت عبادة ربي قال: وكانت هذه الكلمة: يا قديم الإحسان لك الحمد قد صارت عادته يقولها في حشو كلامه.
وكان يقال: إنه مجاب الدعوة.