أخبرنا الإمام الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني إجازة قال: أنا أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد الشرابي قال: أنا سعيد بن محمد بن سعيد الولي أنا علي بن أحمد الواقدي أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال: أخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الغازي قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني ثنا الحسن بن محمد البلخي ثنا أحمد بن الليث ثنا عمر بن محمد ثنا أبو عياش الخولاني قال: حدثني صالح بن عبد الله الخزاز حدثني إسماعيل بن عبد الله الخزاعي قال:
قدم رجل من المهالبة من البصرة أيام البرامكة في حوائج له فلما فرغ منها انحدر إلى البصرة ومعه غلام له وجارية فلما صار في دجلة إذا بفتى على ساحل دجلة عليه جبة صوف وبيده عكازة ومزود قال: فسأل الملاح أن يحمله إلى البصرة ويأخذ منه الكراء.
قال: فأشرف الشيخ المهلبي فلما رآه رق له فقال للملاح: قرب واحمله معك على الظلال فحمله.
فلما كان في وقت الغداء دعا الشيخ بالسفرة وقال للملاح: قل للفتى ينزل إلينا فأبى عليه فلم يزل يطلب إليه حتى نزل فأكلوا حتى إذا فرغوا ذهب الفتى ليقوم فمنعه الشيخ حتى توضؤوا ثم دعا بزكرة فيها شراب فشرب قدحا ثم سقى الجارية ثم عرض على الفتى فأبى وقال: أحب أن تعفيني قال: قد أعفيناك اجلس معنا.
وسقى الجارية وقال: هاتي ما عندك فأخرجت عودا لها في كيس فهيأته وأصلحته ثم أخذت فغنت.
فقال: يا فتى! تحسن مثل هذا؟.
قال: أحسن ما هو أحسن من هذا فافتتح الفتى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ