ومن "الملتقط": قال: صالح بن عمر: وحدثني أبي قال: كان بالمدينة امرأة متعبدة ولها ولد يلهو وهو ملهي أهل المدينة وكانت تعظه وتقول: يا بني! اذكر مصارع الغافلين قبلك وعواقب البطالين قبلك اذكر نزول الموت فيقول إذا ألحت عليه:
كفي عن التعذال واللوم ... واستيقظي من سنة النوم
إني وإن تابعت في لذتي ... قلبي وعاصيتك في لومي
أرجو من أفضاله توبة ... تنقل من قوم إلى قوم
فلم يزل كذلك حتى قدم أبو عامر البناني واعظ أهل الحجاز ووافق قدومه رمضان فسأله إخوانه أن يجلس لهم في مسجد رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأجابهم.
وجلس ليلة الجمعة بعد انقضاء التراويح واجتمع الناس وجاء الفتى فجلس مع القوم فلم يزل أبو عامر يعظ وينذر ويبشر إلى أن ماتت القلوب