وقال أبو الحسن بن أبي طالب القيرواني العابد في كتاب (الخطاف) : أن علي بن زياد لما ألف كتاباً في البيع، لم يرد ما يسميه به، فقيل له في المنام: سمه كتاب (خير من زنته) ورأى حبيب أخو سحنون في منامه: خُذ كتاب خير من زنته ذهباً، فإنه الحق عند الله تعالى.
وكان سحنون لا يقدم عليه أحد من أهل أفريقية ويقول: ما بلغ البهلول بن راشد شسع نعل ابن زياد.
وكان أهل العلم بالقيروان، إذا اختلفوا في مسألة كتبوا بها إلى علي بن زياد ليعلمهم بالصواب.
قال: وكان خير أهل أفريقية في الضبط للعلم. وما أنجبت أفريقية مثل علي بن زياد، وقد فضله على المصريين.
قال البلخي: لم يكن في عصر علي بن زياد أفقه منه ولا أورع ولم يكن سحنون يعدل به أحداً من علماء أفريقية.
وقال ابن حارث: كان علي ثقة مأموناً.
وجاء رجل إلى البهلول فقال له: رأيت في المنام كأن قنديلاً دخل من باب تونس حتى دخل دار وراح، فقال: تعرف الدار؟ قال: نعم. قال: قوموا بنا، فقد جاء علي بن زياد. فانتهوا مع الرجل حتى أوقفهم على الدار، فسألوا فإذا علي قد دخلها في السحر، فدخل عليه البهلول، فقام إليه علي وسلم عليه وجعل البهلول يسأله عن مسائل وكتب البهلول مع سحنون إلى علي بن زياد: يأتيك رجل يطلب العلم.
فلما وصل سحنون أتاه علي إلى بيته بالموطأ، وقال له: والله لسمعنه علي إلا في بيتك، لأن أخي البهلول كتب إلي أنك ممن يطلب العلم لله.
وقد رأيت أنا هذه الحكاية مع غير سحنون، وفيها:
ومات علي بن زياد والبهلول بن راشد سنة ثلاث وثمانين ومائة.
ويشبه به رجل آخر من أكابر أصحاب مالك المصريين، يكنى بكنيته ويتسمى باسمه، وينتسب بنسبه، وهو أبو الحسن علي بن زياد الإسكندراني.
مصادر الترجمة: ترتيب المدارك (2/84، 80) .
16- عبد الله بن غانم الأفريقي
القاضي بها. ولد سنة ثمان وعشرين ومائة. وكان فقيهاً. سمع من مالك ومن أبي يوسف القاضي.