801 - " إذا كان آخر الزمان واختلفت الأهواء فعليكم بدين أهل البادية والنساء (حب) في الضعفاء (فر) عن ابن عمر (ض) ".
(إذا كان آخر الزمان واختلفت الأهواء) مال كل في اعتقاده إلى هواه (فعليكم) الزموا (بدين أهل البادية والنساء) الذين يعرفون جمل الإِسلام ويؤمنون بما جاء من الأحكام ومن حلال وحرام من دون توغل في الكلام وهذا إشارة إلى ما قد علمه - صلى الله عليه وسلم - بإعلام الله له من الابتداع والاختلاف في الأمور الدينيات وتضليل الناس بعضهم بعضًا حتى صاروا أحزابًا وفرقًا وكل طائفة تزعم أنها على الحق وأن مخالفها على غير هدى وعمت البلوى واتسع نطاق الخلاف حتى قاتل المسلمون بعضهم بعضًا على ذلك فالحديث من أعلام النبوة وأرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى أن لهذا الداء دواء هو الإيمان بالله وبرسوله وبما جاء به رسله والإتيان بالفرائض فإن هذا هو الذي عليه سكان البادية والنساء وترك التعمق والخوض مع الخائضين ولقد طارت نار هذا الاختلاف في الأصول والفروع وصار الدين أهواء لا يتبع كل أحد إلا مذهب أبائه وأهل بلده أول أرض مس جلده ترابها وصارت كل جمعة تختص بمذهب أصولاً وفروعًا [1/ 219] حتى كأنه طبع للجهات وكأن المذاهب ملل مختلفات ولذا قال أبو القاسم الكعبي في العامة هينئًا لهم السلامة هنيئًا لهم السلامة وإلى كلامه هذا أشار الإِمام العلامة السيد محمَّد بن إبراهيم رحمه الله في أبيات له:
وإمام بغداد تودد أنه ... لم يعرف التحقيق أي تودد
وقال العلامة ابن دقيق العيد:
تجاوزت حد المكثرين إلى العلى ... وسافرت واستبقيتهم في المراكب
وخضت بحارًا ليس يدرك قعرها ... وألقيت نفسي في فسح المفاوز
ولججت في الأفكار حتى تراجع ... اختياري وإلى استحسان دين العجائز