عطسات (فهو مزكوم) فإن قيل فإن كان مزكوم فهو أولى أن يدعى له ممن لا علة به قيل نعم يدعى له كما يدعى للمريض ومن به علة ووجع ولا يدعى له بدعوة العطاس الذي يحبه الله وهو دليل خفة البدن بخروج الأبخرة المتحقنة وإنما يكون إلى تمام الثلاث ثم يدعى لصاحبه بالعافية (ولا يشمت بعد ثلاث) قد عورض بمعارضتين الأولى: أنه عطس عنده - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال له - صلى الله عليه وسلم -: يرحمك الله ثم عطس أخرى فقال: الرجل مزكوم، هذا لفظ مسلم (?) أنه قاله في الثانية ورواه الترمذي (?) عن سلمة: عطس رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا شاهد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحمك الله" ثم عطس الثانية والثالثة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا مزكوم" قال الترمذي: وهذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، قيل: فترجح هذه الرواية على رواية مسلم لموافقة أحاديث القول، منها حديث الكتاب ومنها ما عند أبي داود (?) عن سعيد بن أبي سعيد من حديث أبي هريرة موقوفًا عليه شمت أخاك ثلاثًا فما زاد فهو زكام، وفي رواية عن سعيد قال لا أعلمه إلا رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. والثانية معارضة النهي بحديث أبي داود (?) عن عبيد بن رفاعة الزرقي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يشمت العاطس ثلاثًا فإن زاد فإن شئت شمته وإن شئت فكف، إلا أنه قال ابن القيم (?): له علتان أحدهما: إرساله فإن عبيدًا هذا ليس له صحبة، والثانية: أن فيه يزيد بن عبد الرحمن الدالاني وقد تكلم فيه. انتهى.
قلت: قال الذهبي (?): فيه يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني مشهور