745 - " إذا ظهرت الفاحشة كانت الرجفة، وإذا جار الحكام قل المطر، وإذا غدر بأهل الذمة ظهر العدو (فر) عن ابن عمر (ض) ".
(إذا ظهرت الفاحشة) هي كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وكثيرًا ما يراد بها الزنا أفاده في النهاية (?).
قلت: والمراد هنا الزنا بدليل حديث ابن عباس الماضي: "إذا ظهر الزنا ... " الحديث. وأظهر منه حديث أبي هريرة: "إذا أراد الله بقرية هلاكًا أظهر فيهم الزنا" (?).
(كانت الرجفة) أي وجدت ووقعت فهي تامة والرجف أصله الحركة والاضطراب كما تقدم والمراد هنا حركة الأرض بأهلها وهذا يفسر الإهلاك الماضي في حديث أبي هريرة أنه الرجفة أو أنه تعيين لنوع من أنواع الهلاك مع الإهلاك بأنواع أخر، ولعله الأقرب لأنه هنالك قرن الربا بالزنا فيحتمل أنهما معًا سببان للإهلاك فلا يتم ما قلناه هنا، ويحتمل أن لكل واحد سبب للإهلاك فيتم وهذا الحديث دالّ على أنَّ الزنا وحده سبب للإهلاك ويحتمل أن المراد هنا رجفة لا هلاك فيها بل تخويف (وإذا جار الحكام) الجور خلاف العدل وهو مجاوزة الحد فعلًا وذلك بالإفراد كالزيادة على ما قدره الشارع من الحدود مثلًا ويكون ذلك بالتفريط وذلك بالتضييع لما أمر به الشارع وكلاهما مذمومان وإطلاقه على الأول هو الأشهر ويدل عليه تسمية الثاني ظلمًا كما في حديث الوضوء: "فمن زاد أو نقص فقد أساء وظلم"، فسمي النقص ظلمًا وإن كانت هذه الزيادة قد تكلم فيها فالإطلاق لغوي صحيح ولو بطريق التغليب وإن كان لا يتم به هنا الدليل (قل المطر) فالجور سبب لقلة الأمطار.