والعلماء فله منا الشكر والدعاء بالتوفيق لإبراز ما يمكن من كنوز السنة، بارك الله فيه وزادنا وإياه من البر والتقوى. وقد اطلعت على كثيرٍ من عمله في هذا الكتاب وقابلت كثيرًا من الشرح في التنوير على ما في فيض القدير للمناوي ولذا فإن اجتماع الكتابين عند طالب العلم مفيد جدًّا وإن كان بينهما تفاوت في بعض المواضع طولًا أو قصرًا والصنعاني رحمه الله ألف شرحه وأتمه قبل وفاته بحوالي ثمان وعشرين سنة ولهذا قد يجد القارئ بعض مواقف يجزم فيها القارئ أن الإمام الصنعاني لو راجعه قبل وفاته بعشر سنوات أو أكثر لربما تجنب بعض ما كتب أو زاد على بعض ما كتب رحمه الله رحمة واسعة ولكن الكمال لا يحوزه أحد بعد الأنبياء وبحر علمه ودفاعه عن السنة وانتصاره لأئمة السنة أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية لا يخفى على أهل العلم كما أن ما أضافه إليه فضيلة الدكتور محمد إسحاق من تعليقات ونقل تصحيح بعض الأحاديث التي أشار إليها السيوطي بالضعف أو نقل تضعيف بعض الأحاديث التي صححها السيوطي مما يجعل هذا الشرح مفيدًا وكريمًا، كما أن الدكتور محمد إسحاق وضع فهرسًا لأطراف أحاديث الجامع الصغير .. وقد رغب فضيلته إلى أن أكتب له كلمةً بشأن هذا الكتاب فوجدته كتابًا مفيدًا أتى بجل ميزات فيض القدير وسلم من كثيرٍ من الأفكار الصوفية أو ما يخالف مسلك أهل السنة في الأسماء والصفات وربما وجد القارئ بعض التفاوت في تعداد الأحاديث فعلى سبيل المثال وأظنه مع المثال بالندرة أيضًا فمثلًا (لا نكاح إلا بولي .. الخ) في الفيض عددها ثلاثة وفي التنوير أربعة.
هذه كلمة أكتبها إجابةً لرغبة الشيخ الدكتور محمد إسحاق وعسى أن يترحم علينا جميعاً من يقرأ في هذا الشرح فيعمنا مع السيوطي والصنعاني ومحقق كتاب التنوير هذا بالدعاء والله الموفق وأسأل الله أن يغفر لنا وللإمام السيوطي وشراح كتابه ويغفر لمحقق الكتاب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رئيس مجلس القضاء الأعلى
في المملكة العربية السعودية
صالح بن محمد اللحيدان
14/ 5/ 1430 هـ