9239 - "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم. (ت) عن ابن عباس (صح) ".
(نزل الحجر الأسود من الجنة وهو) في لونه (أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم) ظاهره الحقيقة وأن الخطايا قلبت لونه المبيض مسودًا لشؤمها، وإنه إخبار بأن هذا أثرها في حجر لم يعمل خطيئة فكيف قلوب العصاة؟! وأن من شؤم الذنوب سلب نوره وإضاءته وطمس لون الجنة لئلا ينتفع به أهل الدنيا ويتلذذون بمشاهدة لون الجنة في دار الدنيا فطمسه عقوبة لهم؛ لأنه وإنما لم تبيضه حسناتهم لأن السيئات أكثر وأغلب فكأن الحكم لها ومنهم من حمله على التمثيل وتعظيم شأن الخطايا والذنوب، والمعنى أن الحجر لما له من الشرف والكرامة وما فيه من اليمن والبركة مشارك جواهر الجنة فكأنه نزل منها، وأن خطايا بني آدم تكاد تؤثر في الجماد فتجعل المبيض مسود فكيف بقلوبهم.
(ت (?) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال في فتح الباري: فيه عطاء ابن السائب وهو صدوق لكنه اختلط لكن له طرق أخرى في صحيح ابن خزيمة فيقوى بها.
9240 - "نصبر ولا نعاقب. (عم) عن أبي (صح) ".
(نصبر) على ما أصبنا به في حمزة والمثلة به (ولا نعاقب) وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - لما مثل المشركون بعمه حمزة - رضي الله عنه - يوم أحد أقسم - صلى الله عليه وسلم - ليمثل بسبعين من أشراف قريش فأنزل الله {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ ...} الآية. [النحل: 126] فقال: "نصبر" الحديث. (عم (?)