(إذا اضطجعت) أخذت مضجعك وهو مكان النوم ويحتمل أن المراد إذا أردت وظاهره في ليل أو نهار (فقل بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة) هو صفة للجمع ويجوز إفراد وصفه وجمعه وفي القرآن: {أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة: 80] و {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184] ووجهه أن الجمع لما كان بمعنى جماعة جاز إفراد وصفه قيل أو لأن جمع السلامة من جموع القلة وهي أقرب إلى الإفراد ولذا أعاد إليها الضمير ضمير إفراد من قوله: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا} [المؤمنون: 21] وفي النهاية (?): التامة قيل هي القرآن وإنما وصفت بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس وقيل معنى التمام هنا إنما ينفع المتعوذ بها ويحفظه من الآفات ويكفيه (من غضبه) في النهاية (?) أيضًا غضب الله إنكاره على من عصاه وسخطه عليه وإعراضه عنه ومعاقبته له.
قلت: فيكون عطف قوله: (وعقابه) عليه من عطف الجزء على الكل والنكتة فيه هي النكتة في عطف الخاص على العام (ومن شر عباده) عام لإنسهم وجنهم (ومن همزات الشياطين) جمع همزة، الهمزة من الهمز وهو النخس والشياطين يحثون العباد على المعاصي ويجروهم إليها كما يهم الرابض الدابة حثًا بها للسير (وأن يحضرون) يحومون حولي ويتصلون بي وهو مأخوذ من الآية: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)} [المؤمنون: 97، 98] ولا يخفى أن المصائب الواردة على العبد إما من غضب مولاه وفاطره أو من عقابه أو من شر الثقلين من العباد أو من قبل النفس بواسطة وساوس الشياطين وحثهم للعباد على القبائح.