(ما لم ير كلف) في الآخرة. (أن يعقد شعيرة) بالشين المعجمة ثم المهملة واحده الحب المعروف وزاد الإسماعيلي في رواية بعد شعير ويعذب بها وليس بفاعل، قال القرطبي: إنما شدد الوعيد على الكذب في المنام مع أن الكذب يقظة أشد مفسدة لأن كذب المنام كذب على الله انتهى.
قلت: والله أعلم بالحكمة في هذه العقوبة المخصوصة على هذا النوع من المعصية والمراد أن يعقدها عقد الخيط وفيه أنه تكليف بالمحال ولعله يجوز في دار العذاب وكأن الحكمة أنه لما عقد من الأقوال شيئاً لا وجود له كلف أن يعقد حسا شيئاً لا يمكنه وفيه تحريم الكذب في الأحلام. (طب (?) عن ابن عباسى) رمز المصنف لحسنه.
8408 - "من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين في الجنة. الحكيم عن أبي موسى".
(من استمع إلى صوت غناء) من أي مغن (لم يؤذن له أن يستمع الروحانيين في الجنة) تمامه عند مخرجه قال: ومن الروحانيون يا رسول الله؟ قال: "قرأ أهل الجنة" انتهى. وفيه أن في الجنة من استمع الناس قرائهم تلذذا بأصواتهم وأنه من دخل الجنة قد يمنع بعض لذاتها أو يفوته التلذذ بها وإن لم يتألم لفواته إذ ليست بدار تألم ولا هم ولا حزن، ومثل حرمان شارب الخمر في الدنيا عن شربها في الآخرة ونحوه وقيل بل المراد أنه يمنع في الوقت الذي يعذب فيه في النار فإن خرج بالرحمة أو الشفاعة ودخل الجنة لم يحرم شيئاً من نعيمها (الحكيم (?) عن أبي موسى).