القلب في سرعة تقلبه يحكمه الابتلاء بخواطره مرة إلى باطل، ومرة إلى حق، وتارة إلى خير، وتارة إلى شر ولذا جمع الرياح إشارة إلى أن واردات القلب كثيرة.
قال الراغب (?): قلب الشيء صرفه عن وجه إلى وجه وسمي القلب قلبًا لكثرة تقلبه قيل وما سمي الإنسان إلا لنسيانه ولا القلب إلا أنه يتقلب.
قال الغزالي (?): إنما كان كثير التقلب لأنه منزله الإلهام والوسوسة فهما أبداً يقرعانه ويلقنانه وهو معترك العسكرين الهوى وجنوده والعقل وجنوده فهما دائماً بين تناقضهما وتحاربهما والخواطر له كالسهام لا تزال تقع فيه كالمطر لا يزال يمطر عليها ليلاً ونهاراً وليس كالعين التي بين جفنين تغمض وتستريح أو اللسان الذي هو بين حجابين الأسنان والشفتين فأنت تقدر على تسكينه بل القلب عرش للخواطر لا تنقطع عنه والآفات إليه أسرع من جميع الأعضاء فهو إلى الانقلاب أقرب ولهذا خاف الخواص على قلوبهم وبكوا عليها وصرفوا إليها عنايتهم (هـ (?) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه وقال الصدر المناوي (?): سنده جيد وقد رواه أحمد بلفظه والطبراني أيضاً كلاهما عن أبي موسى، قال الحافظ العراقي (?): وسنده حسن.
8117 - "مثل الذي يعتق عند الموت كمثل الذي يهدي إذا شبع. (حم ت ن ك) عن أبي الدرداء (صح) ".
(مثل الذي يعتق) عبداً أو أمة وفي لفظ يتصدق وهو أشمل. (عند الموت)